قصة رسول (الجزء الثالث)

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدكنا قد وقفنا في الجزء السابق عند صعودالنبي صلى الله عليه وسلم جبل الصفا وكيف انه صبر على إيذاء قريش فقد لقي رسول الله الشدائد من قريش كما ذاق أصحابه العذاب من قريش ولما رأى رسول الله ظلم و اضطهاد قريش لهم أمرهم الرسول عليه الصلاة والسلام أن يخرجوا إلى ارض الحبشة .
قال بن إسحاق :" فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله من الأذى ما لم تطمع فيه في حياته " وروى أبو نعيم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : لما مات أبو طالب تجهموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك "
وفى الصحيحين أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يصلى وسلا جذور قريب منه فأخذه عقبه بن أبى معيط فالقاه على ظهره فلم يزل ساجدا حتى جاءت فاطمة فالقته عن ظهره ، ورغم انه اوذى كثيرا من قريش ولكنه صلى الله عليه وسلم كان رحيما ، فبعد وفاة عمه أبى طالب وخديجة رضي الله عنها خرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام فلم يجد منهم إلا السخرية والأذى ورموه بالحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين فقرر الرجوع إلى مكة . قال صلى الله عليه وسلم " انطلقت من الطائف وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب ( ميقات أهل نجد) فرفعت رأسي فإذا سحابة اظلتنى فنظرت فإذا جبريل عليه السلام فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك ،وقد أرسل ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، ثم ناداني ملك الجبال فسلم على ثم قال يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال قد بعثني البك ربى لتأمرني بما شئت ، إن شئت أطبق عليهم الاخشبين ( جبلان بمكة) فقل صلى الله عليه وسلم : بل ارجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ´" متفق عليه .
وكان صلى الله عليه وسلم يخرج فيعرض نفسه على القبائل ويقول " من يؤويني ؟ من ينصرني ؟ فان قريشا قد منعوني أن ابلغ كلام ربى " .
وعند العقبة لقي النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فدعاهم فاسلموا ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم حتى انتشر الإسلام فيهم ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية وكانت سرا فلما تمت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة ، وبعد ذلك خرج رسول الله ومعه أبو بكر الصديق إلى المدينة فتوجها إلى غار ثور فأقاما فيه ثلاثا وعمى أمرهم على قريش ثم دخل المدينة فتلقاه أهل المدينة بالرحب والسعه فبني فيها مسجده ومنزله صلى الله عليه وسلم .
غزواته صلى الله عليه وسلم :
عن ابن عباس رضي الله عنه قال لما خرج رسول الله من مكة قال أبو بكر : اخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن فأنزل الله عز وجل ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ) " الحج39" وهى أول أيه نزلت في القتال .
وغزا رسول الله سبعا وعشرين غزاة قاتل منها في تسع " بدر, احد, المريسيع ، الخندق ، قريظة ، خيبر، الفتح ، حنين ، الطائف ، " وبعث ستا وخمسين سرية .
والى اللقاء في الجزء الرابع والأخيروصلى اللهم على محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين والحمد لله رب العالمين